Palestinian Leadership
في الخمس سنوات السابقة سارعت إسرائيل في عملية تهويد القدس و تشريد سكانها العرب بكافة الطرق و مع هذا و رغم بعض التصريحات و الخطابات فلم يلاحظ أي تحرك فلسطيني رسمي لمنع إسرائيل أو لمحاصرتها أو لتعزيز الصمود الفلسطيني في القدس. و هذا كمثال يبدي لنا كم أن الشلل الفلسطيني العملي بين من يعتبروا أنفسهم قادتنا
عندما نسأل أي فلسطيني في الشارع عن العمل التطوعي لصالح فلسطين فماذا يكون الجواب؟ الكل يعرف الخلل و هناك ما اسميه صناعة التشخيص للواقع . الكل يقدر أن يُشخص و يعطي الأسباب و العوائق و الإحباطات ..... الخ . في عملنا في الطب و العلوم الحياتية نعرف أن التشخيص مهم و لكن الأهم هو العلاج و احتمالات الشفاء للمريض. و هناك ايضا المسؤولية الشخصية
لماذا مثلا هناك الأغلبية من شعبنا يتمنى رجوع 20% من النشاطات التطوعية و العمل الجماعي الذي كان يوجد في نهاية الثمانينات ( انتفاضة الحجارة)؟ ماذا حدث في العشرون سنة الماضية؟ احد أساتذتي في الجامعة كان دائما يركز على ما يراه فينا: الخوف من الاعتراف بالخطأ و كثرة الكلام بقلة العمل
لماذا إذا لا نعترف بأخطاء العشرين سنة الماضية و لماذا لا نعمل لتغيير الوضع الحالي؟ (ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). بعد معاهدات أوسلو رجع عشرات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني من الشتات الى الضفة و غزة. و مع عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين كانوا هنا بدأت بناية البنية التحتية للدولة الفلسطينية المترقبة
و الكل هنا يعرف أن إسرائيل لم تكن ( و لن تكن) ناوية علي فسح المجال لهذه الدولة. و المجتمع الدولي ترك الأمور تسير لمجراها لأن هناك لوبي صهيوني لا يقابله عربي او اسلامي. اذا كيف نستغرب تضاعف عدد المستعمرين هنا في خلال الستة عشر سنة الماضية ( من 1993)؟
الكل أيضا يعرف أننا لا نستطيع أن نلوم الاستعمار و الصهيونية و الامبريالية في كل شيء . فهؤلاء الآلاف من شعبنا الذين ناضلوا أو لم يناضلوا إنخرطوا مع التيار الجاري - المراكز و المصالح, مع أن بعض هذا كان مشروعاً كبدأ قطف ثمار الثورة لبناء الدولة و لكن سار هذا التيار إلى نبذ العمل التطوعي و الجماعي. بدل "كيف اعمل لصالح فلسطين" ليصبح السؤال "كيف استفيد". هذه الدرجة لم و لن كانت لتصل إلى ما وصلت إليه بدون أن تكون قياداتنا و نحن ضعيفين (و منكم يولى عليكم).
كل القيادات من كل الفصائل و التيارات ( فتح, حماس , الجبهة الشعبية, الجبهة الديمقراطية,....الخ) و الجميع داخل و خارج هذه التيارات يعرف علتنا جيداً فلنبدأ بلوم أنفسنا كأفراد. ماذا أنا فعلت كفلسطيني لأتحدى هذا التدهور في وضعنا؟ وهل من الممكن أن أغير شيئاًُ في نفسي؟
اليوم هناك فراغاً سياسياً قوياً و الذي في عمري و أكبر ( 50 عاماً و أعلى) مر عليه الزمن.. و الشباب الذين أدرسهم في الجامعة بالغالبية تعلموا في أنظمة لا تشجع التفكير النقدي و حل المشاكل. تعليمنا في المدارس يكون عادتاً "بالحفظ" للمواد و ترجيعها في امتحان ينسى بعد نهاية الفصل
يا حبذا لو أن الأهل و معلمين المدارس الابتدائية بدأوا بتعليم أطفالنا طريقة التفكير و النقد الذاتي ..الحياة مشاكل و هذه المشاكل معقدة و تتطلب ربط المعلومات و استنتاج أفكار جديدة لحلها.. هذه الطريق في التفكير هي التي ستساعد في العشرين سنة القادمة لحل مشاكلنا و تخطي التحديات و العقبات في الطريق التحرير و العودة
و هذه الأساليب التنموية ستكون أيضاً مهمة لبناء مجتمع أفضل بعد التحرير و العودة.. فهناك تحديات تمر بها كل حركات التحير بعد التحرير , خاصة أن المسئولين عن المقاومة المسلحة من حركات التحرير يتميزوا بقيادة سرية و قوية و لكن هذه الصفات ليست صفات بالضرورة تنفع قيادة سياسية في دولة متحررة . القيادة السياسية بعد التحرير تتطلب الشفافية و الجماعية و الديمقراطية ( و أمرهم شورى بينهم) و لذلك فإن مطالب العمل المستقبلي تكوين وتقوية جيل جديد
فيا حبذ لو بدأنا هذا النقاش وهذا العمل المصيري عاجلاً وليس آجلاً فالتاريخ لن يرحمنا اذا تركنا مسؤولياتنا. وأطفالنا لن يغفرو لنا اذا تركنا لهم وضعا مأساوياً. من المشجع في فلسطين نمو المقاومة الجماهيرية و التي بحكم عملها و احتياجاتها لتفعيل الجماهير (أمثلة بلعين و نعلين والمعصرة ...... إنها تبنى العمل الجماعي و الديمقراطية على المستوى المحلي, و ستكون النواة للمستقبل المشرق و المزدهر. لنشمر عن سواعدنا ونصنع مستقبل فلسطين بايدينا وبهذا نوفي العهد للأجيال السابقة ولكل الشهداء
|